

مأساةُ لاجئي سوريا تتكررُ مع كلِ شتاء.
يُقاسمون الفصلَ الثقيلِ عليهم معاناةَ البردِ والصقيع ، فيجدون أنفسَهم وأطفالَهم منسيّين ككلّ مرة ، يذوقون الأمرّين لتأمينِ سبلِ التدفئة التي لا تتعدّى في أغلب الأحيان بطانية ، وهم الذين أوقدوا أحلامَهم بعد سنواتٍ عجافٍ من اللجوء.
عشرات الآلاف يعيشون أوضاعاً أقلَ ما توصف بالصعبة جراء النقص في المساعدات وبالأخص مصادر التدفئة.
وتفتقر الخيامُ الى الحد الأدنى من الاحتياجات الشتوية من شوادرَ متينة تمنع تجمعَ الثلوج عليها وحواجزَ تمنع تسربَ المياه إلى داخلها.
تراكم الثلوج على أسطح الخيام شبه البلاستيكيةأضعف مقاومتَها على تحمل هذا الثقل الذي يدفع المياهَ للتسرب إلى داخلها فتغدو مستنقعاً.
خبر الوفاة نتيجة الصقيع بات معتاداً في ثلاجات الموت نتيجة انخفاض الحرارة إلى ما دون الصفر ليأكل ذلك لحوم اللاجئين على حد تعبيرهم.
المشهد ليس من نسج الخيال ولا يعد مبالغة لشحذ عواطف جهات ومنظمات ودول جُلّ ما يتمناه اللاجؤون سلالَ الغذاء ووقودَ التدفئة وبطانيات.
في صراعهم من أجل البقاء ومع دخولهم في عشرية المعاناة الثانية يترقبُ سكانُ الخيامِ أيادٍ حانية تمنحُهم بعض الأمل بأن شتاءهم سيكون دافئاً.